الشاذلي
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 31/07/2010
| موضوع: مقام القيومية في اكتمال الصفات الحقيّة الثلاثاء أغسطس 10, 2010 1:03 am | |
| لليلِ مفردات وشجون فالسهر والسكر والوصل ..تجليات جمالية ...لا تنفذ أبدا ... وينقضِي الليل وكأنه لمحة ...يعقبه صحو مصحوب بنشوةٍ ورزقٍ ويترك على القلب علم وحكمة .....فالقلب هو العقل الذي يَعقل عن الله تبارك وتَعالى ...وسَهر القلب هو يقظته عن الغفلة ...و أهل الله في حالة سَهرٍ دائم ليل مع نهار ...لا تغفل أرواحهم عن ذكر الله وإن صَمَتت ألسنتهم ... وسهر العيون مع سهر القلب يُورث العبد مقام " القيومية ", و هو مقامٌ يكون العبد فيه مؤهلا ليكون خادمًا للأمر الإلهي ...فيكون وارثًا محمديًّا قائمًا على تربية من أمره الله بِمتَابَعتهم من العباد ..... فالسهر يَرتقي بالعبد في منازل العبوديّة, فيظهر هذا العبد بالأسماء الإلهية فيكون " حقّا" مع وجوده المادي كونه " خلقا " .... وهنا نَعود لِمَفهوم " الصبغة الإلهية " لنقول أنّ العزلة ومفرداتها ليست إلا من الوسائل التي ترتقي بالعبد لاكتمال "الصفات الحقيّة " فيه ... وهذه المفردات ترتقي بالعبد إلى مصافي الأولياء والصدّيقين والشُهداء والصالحين , فتتبدل بشريته مع بقائه بها , ويتحول عقله وجدا وحِسّا , فيصبحُ سيدّا بعبوديته ... وتتحقق فيه " القيومية " ...ويمنحه الله من الطاقةِ النورانيّة ...على متابِعةِ محبيه ... وفي مقام " القيومية " تسقطُ الاعتبارات الزمنية والمكانية ... فلا عجب أن يحضر المعلم أمامَ مريده أو يجذب مريده إليه ...إذا تعلّقت هِمَّته بِه...ولا عَجب أن يَرى النبي عند الصلاة عليه ... أو يكونَ عند مقامه ....ولا عَجب أن تتهاتف أرواحُ أهلِ الله من عصور متفاوتة، وشرائع مختلفة .. وانَّ هذه الأمُور تحصَل على الْمُستوى الروحي ويكون الُحضور روحي , وقد تكون عَبرَ الرُؤى و الْمَنامات ,أو تَكون عبر الإحساس بالروح دون رؤية الصورة ..... و إن كانَ الحضور المادي بالجسد ممكن ... وهُنَا نَفهم بدِقّةٍ شديدة من هو " البدل " .... كما نَفهم بدقّة ما حَصل مع أويسٍ القرنّي ....وكيف أنه شَهد الفتوحات مع النبي عليه أزكى الصلاة والسلام ....وكان يشعر بروحيّةِ النبّي ....وكانَ على اتصالٍ وثيقٍ بالأحداثِ ...وهو في اليَمن والنبي صلّى الله عليه وسلم في الحجاز ولم يَلتق النّبي في عالم الأبدان.....والرسول ذَكَره في أكثَر من أثَر....ومنها قوله :إن خير الناسِ يُقال له أويْس(1)...فالحقيقة الروحانيّة لا تَعرف مكانًا ولا زَمَانًا تجتمع إليها الأرواح , فإذا تعلّقت الهِمّة وتعَلّق الشوق تجسَّدت تلك الحقيقة .... فالحمد لله على ما ألهم وعَلّمني ما لم أكن وكان فضلُ الله عليّ عَظيِمًا ... فالحمد لله المنعم المتفضّل ....والحمد لله الذي وَصَفَ نَفْسَهُ بِحبِّ عباده .. والصلاة والسَّلام على الذي اتخذه حبيبي حبيبًا , واصطفاه وخصّه في لَيلة إشهاده .... فعليك صلاةً دائمةً الى يومِ الدِّين ....إليكَ مواجدي أنوحُ بها نياحةَ عاشقٍ ...تكويه دواعي الاشتياق ... فمنْ أَلِفَ الوَجْدَ بَكى ....ومن شَفَّهُ الشوْق شَكَى ......أهديك مواجدي اسلّم بها عيك عاطِر السلام مقام القيومية في اكتمال الصفات الحقيّة - بقلم :مروة كريدية - من كتاب كلمات ذوقية في حضرة نورانية لليلِ مفردات وشجون فالسهر والسكر والوصل ..تجليات جمالية ...لا تنفذ أبدا ... وينقضِي الليل وكأنه لمحة ...يعقبه صحو مصحوب بنشوةٍ ورزقٍ ويترك على القلب علم وحكمة .....فالقلب هو العقل الذي يَعقل عن الله تبارك وتَعالى ...وسَهر القلب هو يقظته عن الغفلة ...و أهل الله في حالة سَهرٍ دائم ليل مع نهار ...لا تغفل أرواحهم عن ذكر الله وإن صَمَتت ألسنتهم ... وسهر العيون مع سهر القلب يُورث العبد مقام " القيومية ", و هو مقامٌ يكون العبد فيه مؤهلا ليكون خادمًا للأمر الإلهي ...فيكون وارثًا محمديًّا قائمًا على تربية من أمره الله بِمتَابَعتهم من العباد ..... فالسهر يَرتقي بالعبد في منازل العبوديّة, فيظهر هذا العبد بالأسماء الإلهية فيكون " حقّا" مع وجوده المادي كونه " خلقا " .... وهنا نَعود لِمَفهوم " الصبغة الإلهية " لنقول أنّ العزلة ومفرداتها ليست إلا من الوسائل التي ترتقي بالعبد لاكتمال "الصفات الحقيّة " فيه ... وهذه المفردات ترتقي بالعبد إلى مصافي الأولياء والصدّيقين والشُهداء والصالحين , فتتبدل بشريته مع بقائه بها , ويتحول عقله وجدا وحِسّا , فيصبحُ سيدّا بعبوديته ... وتتحقق فيه " القيومية " ...ويمنحه الله من الطاقةِ النورانيّة ...على متابِعةِ محبيه ... وفي مقام " القيومية " تسقطُ الاعتبارات الزمنية والمكانية ... فلا عجب أن يحضر المعلم أمامَ مريده أو يجذب مريده إليه ...إذا تعلّقت هِمَّته بِه...ولا عَجب أن يَرى النبي ام عند الصلاة عليه ... أو يكونَ عند مقامه ....ولا عَجب أن تتهاتف أرواحُ أهلِ الله من عصور متفاوتة، وشرائع مختلفة .. وانَّ هذه الأمُور تحصَل على الْمُستوى الروحي ويكون الُحضور روحي , وقد تكون عَبرَ الرُؤى و الْمَنامات ,أو تَكون عبر الإحساس بالروح دون رؤية الصورة ..... و إن كانَ الحضور المادي بالجسد ممكن ... وهُنَا نَفهم بدِقّةٍ شديدة من هو " البدل " ...كما نَفهم بدقّة ما حَصل مع أويسٍ القرنّي ....وكيف أنه شَهد الفتوحات مع النبي عليه أزكى الصلاة والسلام ....وكان يشعر بروحيّةِ النبّي ....وكانَ على اتصالٍ وثيقٍ بالأحداثِ ...وهو في اليَمن والنبي صلّى الله عليه وسلم في الحجاز ولم يَلتق النّبي في عالم الأبدان.....والرسول ذَكَره في أكثَر من أثَر....ومنها قوله صلّى الله عليه وسَلّم:" إن خير الناسِ يُقال له أويْس"... وفي حديثٍ آخرٍ يصفهُ بالخليل:خليلي من هذه الأمة أويس القرني فالحقيقة الروحانيّة لا تَعرف مكانًا ولا زَمَانًا تجتمع إليها الأرواح , فإذا تعلّقت الهِمّة وتعَلّق الشوق تجسَّدت تلك الحقيقة ....فالحمد لله على ما ألهم وعَلّمني ما لم أكن وكان فضلُ الله عليّ عَظيِمًا ... فالحمد لله المنعم المتفضّل ....والحمد لله الذي وَصَفَ نَفْسَهُ بِحبِّ عباده .. والصلاة والسَّلام على الذي اتخذه حبيبي حبيبًا , واصطفاه وخصّه في لَيلة إشهاده .... فعليك صلاةً دائمةً الى يومِ الدِّين ....إليكَ مواجدي أنوحُ بها نياحةَ عاشقٍ ...تكويه دواعي الاشتياق ... فمنْ أَلِفَ الوَجْدَ بَكى ....ومن شَفَّهُ الشوْق شَكَى ......أهديك مواجدي اسلّم بها عيك عاطِر السلام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)صحيح مسلم - باب من فضائل أويس القرني - ج12 ص 372 . | |
|