sara mahmoud
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: والقاطعات عن المهيمن اربع السبت أغسطس 14, 2010 10:00 pm | |
| القاطعات عن المهيمن لما كانت دعوة النبى صلى الله عليه وسلم هى الخاتمة والباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها منحه الحق سبحانه وتعالى المصطفين الأخيار من آل بيته الكرام إجابة لدعوته جعلت عمرى محدودا وعمر إبليس ممدودا فمن لهذه الأمة من بعدى فأجابه الحق سبحانه وتعالى: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم﴾ وأمر عباده بإتباع هؤلاء بقوله سبحانه محذرا: ﴿ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى﴾ الآية ويكرر المسلمون فى صلاتهم علمهم بهذا الأمر الإلهى بل ويسألون الله تبارك وتعالى التوفيق إلى ذلك بقوله: ﴿اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم﴾ فكان ينبغى على كل مسلم أراد لنفسه الرشاد وقصد أن يسلك سبيل الهدى أن يستمسك بهم فهم حبل الله المتين والعروة الوثقى لا انفصام لها وهم سفن النجاة للعباد مصداقا لقول المصطفى : (آل بيتى كسفينة نوح من تعلق بها نجا ومن تركها هلك) وقوله أيضا : (إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذى نفس محمد بيده لا ينفع عبد عمله إلا بمعرفة حقنا) وهم بذلك وسيلة العباد للتغلب على القواطع عن المهيمن التى قيل عنها: إنى منيـــــــــــــــــــــت بأربع يرميننى بالنبــــــل من قـــــــــــــــــوس له توتير إبليس والدنيا ونفسى والهوى يارب أنت على الخلاص قدير وقال سيدى فخر الدين : والقاطعات عن المهيمن أربع بئس البضاعة عيرهن نفير فالنفوس هى نفس واحدة وتسمى باعتبار صفاتها المتكثرة بأسمائها المختلفة كما أخبر الحق سبحانه وتعالى عنها فى مواطن متعددة فى القرآن الكريم قال سبحانه وتعالى على لسان سيدنا يوسف : ﴿وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء﴾ فمن هنا سميت بالنفس الأمارة وقال أيضا ﴿لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة﴾ فسميت باللوامة وقال أيضا ﴿ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها﴾ فسميت هذه بالملهمة وقال تعالى ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾ فعرفت هذه بالمطمئنة ﴿إرجعى إلى ربك راضية﴾ فسميت بالراضية ﴿مرضية﴾ فسميت المرضية كما أخبر سبحانه وتعالى بقوله ﴿فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم﴾ وسميت هذه النفس بالكاملة. وبالتالى فالنفس تسمى باعتبار صفاتها المتكثرة، ولكن من حيث ذاتها فهى نفس واحدة، ونعنى بها النفس الناطقة وهى القلب قال تعالى: ﴿ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ فليس المراد بالقلب قطعة اللحم وإنما المراد به اللطيفة الربانية الغير مدركة والتى أشار إليها القرآن فى أكثر من موضع: ﴿إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور﴾، ﴿أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وأذان يسمعون بها﴾ وقال محذرا: ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾ هذه اللطيفة الربانية تدنست بالميل إلى الشهوات فتلاقت مع النفس الشهوانية وهى الروح الحيوانى أو الروح البهيمى فهذه الروح ظاهرة فى الحيوانات بل انها تسرى فى كل كائن حى ولا نستطيع تمييزها بين الخلق إلا بالصورة البشرية فقط. النفس الأمارة ومن أوصاف النفس الأمارة بالسوء الجهل، وعدم العلم، لبعدها عن الحق بهذه الصورة ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا﴾ ومن صفاتها أيضا البخل، الكبر، الغضب، الإيذاء باليد أو باللسان والتى أشار الحق إليها ﴿وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء﴾ وقال النبى : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا وما الجهاد الأكبر يارسول الله قال جهاد النفس) فسماه النبى (الجهاد الأكبر) وذلك لأنها واقعة فى ظلمة الطبيعة فلا فرق لها بين الحق والباطل وهى مدخل للشيطان اللعين وقال ساداتنا يكون الذكر فى هذا المقام ’لا إله إلا الله‘ ويجب على الذاكر أن يذكر بمد لفظة لا وتحقيق همزة إله فإنك لن تحققها قلبت ياء وصار ذكرك ’لا يلاه إلا الله‘ وهذه ليست كلمة التوحيد كما أنها لا تعطى نتيجة فى القلب وقد وصفها الإمام فخر الدين فقال: أمارة بالســــــوء بئس شرابها فهو الزعــــــاف وقمة البلواء فى قتلها نعم الثواب لقاتل عنكم أماط مصادر الإيذاء النفس اللوامة صفات هذه النفس اللوم، الكبر، العجب، والاعتراض على الخلق، الرياء الخفى، وحب الشهرة والرئاسة ولكن مع وجود هذه الصفات الذميمة إلا أنها ترى الحق حقا والباطل باطلا وتعلم أن هذه الصفات مذمومة ولكنها لا تقدر على الخلاص منها جملة واحدة ولكن لها رغبة فى المجاهدة وموافقة الشرع ولها أعمال صالحة من أفعال البر ولكن يدخلها العجب والرياء فيحب صاحب هذه النفس أن يطلع الناس على ما هو عليه من الخير مع أنه يخفيها عليهم ولا يظهرها لهم ولا يعمل لهم بل عمله لله تعالى إلا أنه يحب أن يحمد ويثنى عليه من جهة أعماله وأفعاله ولا يمكنه الاقلاع عن هذه الخصلة ورفعها من قلبه لأنه لو فعلها لكان مخلصا بلا خطر ولكن واقع الحال أن المخلصين على خطر عظيم كما أخبر النبى : (الناس هلكى إلا العالمون والعالمون هلكى إلا العاملون والعاملون هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم) لأن المخلص يحب أن يعرف أنه مخلص وهذا هو الرياء الخفى لأن الرياء الجلى هو العمل لاجل الناس أو لأجل علة أو غرض وهذا العمل قد ذمه الشرع فإذا كنت متصفا بهذه الصفات فأنت فى المقام الثانى ويقال لنفسك لوامة وهو مقام لايسلم صاحبه من الخطر ولو أخلص فى أعماله فلابد من ترك هذا المقام والترحل إلى غيره لأجل الوصول إلى المقام السابع والذى تسمى فيه النفس بالنفس الكاملة فهذا المقام هو مقام النفس اللوامة فيه من الخطر العظيم والتعب المقيم ما يخشى على السالك منه حتى لو أخلص فى أعماله لأن المخلصون على خطر عظيم ونضرب لك مثلا يوضح لك الخلاص من هذه النفس. كشجرة خبيثة عظيمة الجثة كثيرة الأغصان كل غصن منها يثمر نوعا من السم القاتل فجاء أناس واشتغلوا فى قطع تلك الأغصان ولم يتعرضوا لقطع الشجرة من أصلها ولا لقطع الماء عنها لتجف ويتخلصوا منها وأراحوا أنفسهم عن الاشتغال بقطع الأغصان الكثيرة فكلما قطع غصن نبت غيره ويظل هكذا إلى أن يلقى الله على جهل بربه، فالشجرة مثال لبطن الإنسان والأغصان مثال للصفات الذميمة مثل الكبر والعجب وحب الشهرة والرياسة وغير ذلك من الصفات الذميمة والثمرة مثال لما يحصل من هذه الصفات الخارج منها من الآثار أقصد الفعل وهو التكبر على الخلق والاعتراض عليهم والإيذاء باليد أو باللسان وغير ذلك من الأفعال الذميمة، فاعلم يا أخى أن هناك من علم أن هذه الصفات مهلكة له فى الدنيا والآخرة فسعى فى إزالتها شيئا فشيئا فلم يستطيع إزالتها بالكلية بل إذا خلص من صفة فى يوم اتصف بها فى يوم آخر والسبب فى ذلك أنهم يملأون بطونهم، فتقوى بشريتهم ويكثر دمهم ويتمكن الشيطان منهم والنبى يقول: (ماملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه) وقال : (إن الشيطان يجرى من أحدكم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع) ولا يقدر على إزالة أية صفة منها بالكلية وإن زالت بعض الصفات فى وقت من الأوقات بسبب خوف لحقه أو سماع أى شئ من أحوال القبر والملكين والزبانية فإذا ذهب عنه الخوف عاد لما كان عليه قبل ذلك وهناك من علم ذلك فقلل من طعامه فقل نومه وقل كلامه لان الجيعان سهران لايشتهى الكلام فإذا استمرعلى ذلك لم يبق عنده شئ من هذه الصفات الذميمة وذلك لانهم محوها من أصلها حتى انهم لم يخطرببالهم شئ منها فتراهم خاليين من الهم والغم لايتأذون من أحد ولايأذون أحد ولايصدر منهم اى فعل قبيح ولكن لايخلو من الحسد لكن لايضرهم حسد الحاسدين فالحق قد كفاهم هموم الدنيا والآخرة والمطلوب للخلاص من هذه الصفات هو الاكثار والمداومة على ترديد الاسم المفرد ’الله الله‘ بسكون آخره وغمض العينين والذكر بشدة وبقوة وعدم التلفت يمينا وشمالا إلا لمن تراقب والاسم على لسانك ومد الألف التى قبل الهاء وتحقيق همزة الله وتسكين الهاء. وفى ذلك قال الإمام فخر الدين: يا مريدى رضاى فى ذكرك الله يامريدى خزائن الله عندى وإياك أن تقضى بك العجلة إلى أن تذكر الله بلفظة ’هلا هلا‘ فإذا لم تحقق الهمزة مع تشديد اللام الثانية تقول ’هلا هلا‘ فان حققتها لا يصير شئ من ذلك وإذا ذكرت بهمة قلت الخواطر عندك فان لهذا الاسم نار تحرق جميع الخواطر والوساوس واعلم انك لاتستطيع ان تتخلص من الخواطر بالكلية إلا بمن تراقب فاجمع همتك اليه لان القلب متوجه إلى الخلق فإذا توجه القلب إلى الخلق نقشت عليه افعال الخلق محاسنهم وقبائحهم وحركاتهم وسكناتهم وكلامهم، اما إذا وجهت القلب إلى شيخك انطبعت الصورة فى قلبك وغاب عنك صور الخلق تدريجيا فلا ترى لهم صورة ولاتسمع لهم كلاما وكل ذلك لايكون إلا بهمة عالية، فإذا أردت المقامات العاليه فاترك الخلق بالكلية واشتغل بربك فلابد ان يستخرج منك آثار هذه الصفات. واعلم يااخى الفاضل أن القلب محل نظر الحق، وتصفيته فرض عين، هذا الفرض الذى قد غفل عنه الكثير فاشكر الحق على ان وهب لك شيخا مربيا يأخذ بيدك من دركات هذه النفوس واعلم أن القلب متقلب لايستقر ابدا ولهذا سمى قلب لكثرة تقلبه ولذلك يقولون قبل تصفية القلب: ’يا مصرف القلوب اصرف قلبى إلى طاعتك‘ وبعد التصفية يقولون: ’يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينى‘ ومعنى يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك هو التقلب من الغفلة إلى الذكر ومن البكاء إلى الضحك ومن الخوف إلى الأمن ومن القبض إلى البسط وفى هذا يقول الشيخ: وذلك حتى تنهلوا وتقلبوا قلوبكم فى السابقات مميطة ويقول ايضا: وكل قلوب فى المنائح قلبت تكون بسبق خضبت بخضابها فالتقلب هنا من الغفلة إلى التذكر وهذا هو تقليب الشيخ لقلبك وذلك لحرق وطرد الخواطر التى تلوح عليك من إبليس وأعوانه ويقول السيد فخر الدين: فيدى رحيم الراحميـ ـن بها القلوب تقلب ثم يظهر عليك بعد ذلك بعض الأنوار والأسرار والمعارف الربانية ظهورا ذوقيا ينسيك ألم المجاهدة ويرغبك فى السلوك ولكن احذر إذا ظهر لك بعض الأسرار بغير مجاهدة فهو ادعاء من النفس لان من ادعى بما ليس فيه فقد كذبته شواهد الامتحان.
النفس اللوامة واعلم ان نهاية هذا المقام عالم المثال وهو عالم غير هذا العالم الذى انت فيه ولا يعرفه إلا من كان فى مقام القلب وهو نهاية المقام الثانى من المقامات السبعة وهو اول مقام المقربين وفيه يرى السالك بعض الأمور التى لاتدرك بالحواس لان القلب عرش الله وبيت الله بمعنى انه محل لوضع الاسرار فكن ايها الاخ الكريم تابعا للشريعة متخلقا بالطريقة وحاول ان تقلل من نومك وكن كثير الصمت فقد روى الإمام احمد فى مسنده ان النبى : (كان طويل الصمت قليل الضحك) ومقام القلب هو مقام الابرار فبهذا تفارقهم مسافر الى حضرة الجبار وأول منازلك فى سفرك هذا عالم المثال ودخول هذا العالم لايكون إلا للسالكين فقط وهو عبارة عن حالة متوسطة بين النوم واليقظة وإذا كان غير ذلك فهو مقام لا يعتد به ولا يعتنى به ولما كان حال السالك قبل هذه الحالة يغلب عليه النوم أكثر من اليقظة وفى هذه الحالة تغلب عليه حالة اليقظة اكثر من النوم فيرى حينئذ بعض الروحانيين فيظن انه رآهم يقظة ولكن واقع الحال ان همته عندما كانت عالية كانت هذه الحالة اقرب إلى اليقظة من النوم فظن انه مستيقظ، فتجد احد المريدين يقول لك انه رأى الشيخ يقظة وله الحق فى هذا القول لانه لابد من ذهول السالك حتى يكشف له عن حقيقة هذا الأمر وحدث أن أحد المريدين ذكر أنه رأى النبى يقظة وهو يجلس مع اخوانه فقال له سيدى فخر الدين هل الذى كان يجلس بجوارك رأى النبى ايضا؟ قال: لا لم يراه. فقال له الشيخ: إذاً لم تراه بعين رأسك ولكن رأيته بعين البصيرة فانك لو رأيته بعين رأسك لرآه من كان يجلس بجوارك. فاعلم يا أخى أن هذه حالة متوسطة بين عالم الملك وعالم الملكوت لان اليقظة الصرفة لا ترى فيها إلا عالم الملك واما ماهو فى عالم الملكوت فلا يرى إلا بعين البصيرة وعالم المثال شعبة من عالم الملكوت، وقد يلبس الشيطان على السالك هذا الامر فيظن انه رأى الحق والحال انه رأى شيطانه ... ولكن متى يكون التمييز؟ أولا: إذا اعقبت الرؤيا علوما ومعارف واتباعا للشريعة وتخلقا بالطريقة فهى اكرام ومنة من الله وان كانت غير ذلك فهى شيطنة وزندقة واتباع هوى والدليل على ذلك قوله : (رأيت ربى تبارك وتعالى فى احسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى يامحمد؟ قلت: أنت أعلم ربى. فوضع كفه بين كتفى فوجدت بردها بين ثديى فعلمت مافى السموات ومافى الارض ثم تلا قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين﴾ ثم قال: فيم يختصم الملأ الاعلى يامحمد؟ قلت: فى الكفارات. قال: وماهى؟ قلت: المشى على الاقدام إلى الجماعات والجلوس فى المساجد خلف الصلوات وابلاغ الوضوء اماكنه من يفعل ذلك يعيش بخير ويموت بخير ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات إطعام الطعام وبذل السلام وأن يقوم بالليل والناس نيام). ثم دعى النيى : (اللهم انى أسألك الطيبات وترك المنكرات وفعل الخيرات وحب المساكين وأن تغفر لى وترحمنى وتتوب على وإذا أردت فتنة فى قومى فتوفنى غير مفتون). هذا هو المطلوب وغير ذلك أمور شيطانية لان المطلوب من الطريقة العلوم الالهية والمعارف الربانية التى هى نتائج تزكية النفس وتصفية القلب، واعلم يااخى أن تصفية القلب علامته حصول الالهامات والمعارف الربانية الموافقة لكتاب الله وسنة حبيبه وعلامة تزكية النفس خلاصها من الغضب والكبر والحسد وحب الشهرة، فى هذه الحالة تكون نفسك قد تزكت. وقالوا أن القلب له أبواب وهى الحواس الخارجة وبداخله شمعة فإذا سدت الأبواب ظلت الشمعة مشتعلة وأضاءت البيت بنورها وان فتحت الابوات انطفأت وأظلم البيت وهذا النور المشار إليه بقوله : (إذا نزل النور فى القلب انفسح وانشرح، قيل: يا رسول الله هل لذلك من علامات؟ قال: نعم التجافى عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله) وتحقيق هذا أن القلب له جهة إلى عالم الشهادة ’الدنيا‘ وله جهة إلى عالم الغيب ’عالم الملكوت‘ فإذا توجه القلب إلى عالم الشهادة اعرض عن عالم الملكوت وإذا اعرض عن عالم الشهادة توجه إلى عالم الملكوت ولايمكنه التوجه إلى العالمين معا خاصة فى حالة بدايته ولذلك لابد من اتباع الشيخ فانه صاحب هذا الميزان فلا يغيبك عن عالم الشهادة ولايحرمك من عالم الملكوت ويعطيك حقك من هذا ومن هذا كما قيل فى ذلك: ومن لم يكن خلف الخبير مسيره كثرت عليه طرائق الاوهام فبدون الشيخ المربى يتخبط الانسان فى ظلمات الجهل، ولا يستطيع الخروج منها بل يسير حيوانا أسير الشهوات أسير الغضب كثير النوم كثير المخاصمة والمجادلة كثير الخلط، فإذا أردت أن تقوى روحك فلا تغفل عن المراقبة الدائمة حتى يمكنك التصرف فى غضبك وشهوتك فيكونا مملوكين لك ليس لهما سلطان عليك. (لطيفة) اعلم ان الغضب والشهوة للروح وهذه الروح مشتركة بين الانسان والملائكة فيكون الغضب والشهوة بمثابة الشيئ الكثيف للمرآه فكما ان المرآة لاينطبع فيها الصورة إلا إذا كان أحد وجهيها مظلما كثيفا كذلك الروح لاتكون محلا للتجليات إلا إذا كانت مشتملة على الغضب والشهوة لكن الشرط ان يكونا محمودين داخلين تحت سياسة العقل والشرع إذا عرفت هذا عرفت ان الغضب والشهوة ان كانا مملوكين لك كنت محلا للأنوار والأسرار والتجليات فإذا كان الأمر عكس ذلك صرت حيوانا فى صورة انسان. واعلم أن أول هذا المقام أعنى المقام الثانى الذى فيه تسمى بالنفس اللوامة فإن الشيخ كرما منه نقلنا من الأمارة إلى اللوامه بقوله: أمارة بالسوء بئس شرابها فهو الزعاف وقمة البلواء فى قتلها نعم الثواب لقاتل عنكم أماط مصادر الايذاء وبذلك نقلك إلى المقام الثانى النفس اللوامة والذى قال فيها: من بعدها لوامة بدهائها للناس بين تقارب وتنائى فى خيرها شر وشر ضرها ليت المحب يفوز بالاصغاء واعلم ان هذه النفس من صفاتها العجب والكبر وهما سببان للغضب لان الغضب نار مستكنة فى القلب كالجمرة تحت الرماد فالمظهر لهذا الغضب والسبب فى اظهاره الكبر، والكبر صفة فى النفس تنشأ من رؤية النفس لذاتها وهى حقيقة العجب، وهذا هو الغضب المذموم فتكون انت كالمضطر معه لانه سيطر عليك فتتغير صورتك الظاهرة والغضب كما قلنا من النار التى خلق منها الشيطان واشار النبى إلى ذلك للسيدة عائشة فقال لها: (جاء شيطانك. فقالت: ومالك شيطان؟ قال: بلى. ولكن دعوت الله فاعاننى عليه واسلم فلا يأمرنى إلا بخير). وقد اودع الله هذه النارفى باطن الانسان لحكمة فإذا اشتعلت بسبب من الأسباب علا دم القلب وانتشرفى العروق وارتفع اعلى البدن فيحمر الوجه إذا كان الغضب على من هو أقل منه ويصفر الوجه إذا كان الغضب على من هو اعلى منه وإذا كان الغضب على من هو نظيره فتحمر تارة وتصفر تارة وقد ذمه النبى فى اكثر من موضع ولكن إذا تحملت مرة بعد مرة تخلقت بالحلم الاضرارى وقد قال : (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطه ومن يتوقى الشر يوقه). فإذا هجم عليك الغضب فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وضع أمامك قول النبى (الغضب جمرة توقد فى القلب ألم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عيونه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فان كان قائما فليجلس وان كان جالسا فليضجع فان لم يزل غضبه فليتوضأ بالماء البارد فان الماء يطفئ النار) وكما قلنا وبينا أن الشهوة والغضب أصلا لا يزولا ولكن تزول صفاتهما مثل الكبر والعجب مع بقاء الغضب الأصلى واعلم انه يتفرع منه الحقد ويتفرع من الحقد الحسد والحقد ناتج من الغضب فيكون الحسد متفرعا من الغضب وقال : (الحسد يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب) وقد ذمه الشيخ فقال: فليس لحساد المنائح مهرب بأرض أقلت أوسماء أظلت وقال أيضا: البعض منهم قد تولى كبرها والبعض منهم حاسد يتكتم وقال أيضا: لام أهل الغرام كل جهول فانبرى جاهل وخاض الحسود وعادة الحسد هوان يكره الانسان نعمة الله على أخيه فيحب زوالها سواء كانت هذه النعمة دنيوية أو أخروية وقال تعالى ﴿ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ...﴾ الآية. ويتفرع منه أيضا حب الرياسة فلو علم الحاسد ضرر هذا الأمر وخطروته لبعد عنه فورا فإذا فعل ذلك ترقى إلى المقام الثالث وهو الذى تسمى فيه النفس بالملهمة |
|
| |
|
فخرالدين المدير العام
عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 العمر : 37
| موضوع: رد: والقاطعات عن المهيمن اربع الأحد أغسطس 15, 2010 7:36 pm | |
| بارك الله فيك اخت ساره وجعلك الله من عتقاء هذا الشهر الكريم | |
|
sara mahmoud
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: رد: والقاطعات عن المهيمن اربع الإثنين أغسطس 16, 2010 6:37 am | |
| اللهم امييييييييييييييين جمعا يا اخ فخر الدين | |
|