سياحة فى رحاب التصوف (1-5)
بسم الله
الرحمن الرحيم
وبه نستعين
سياحة فى رحاب التصوف
الحمد لله الذى تتم به الصالحات
وتنقشع بنوره الظلم الكالحات والصلاة والسلام على نقطة دائرة الوجود وحيطة مراقي
الشهود ، الحبيب الاكرم والسيد الاعظم سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه أجمعين .
قال علماء التصوف أن منهج
التصوف هو التوجه لله عز وجل بالكلية وذلك بالتخلى أولاً عن الرذائل والتحلى ثانياً
بالفضائل وتطهير القلب من الريب .. وموالات القلب بالطاعات والقربات ليمتلئ بالأنوار
والاشراقات .
لا صوفى إلا بقيام الليل فهو
عندهم شرف المؤمن ودأب الصالحين .. ودواء لأدواء الجسم ، هم الذين قليلاً من
الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم .
تمثلوا الهدي النبوى .. أفشوا
السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام .
وضعوا الله وسوله صلى الله عليه
وسلم نصب أعينهم وشاغلهم وجعلوا همومهم فى واحد وصبروا على الطاعات بالملازمة
والتفاني والاخلاص والاوراد .
إذا أحب الله عبده ابتلاه ،
وإذا صبر اجتباه ، واذا رضى اصطفاه ..وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ،
وكان لهم نصيب وافر من الارث
النبوى : واصبر كما صبر أولو
العزم من الرسل .
إن لله رجـــــــالاً فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليســــــــت لهم وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الاعمال فيها سفنا
قيل في شأن المتصوف : اتبع ولا
تبـــتدع ، واتضع ولا ترتفع ، وكن ورعا ً ولا تتسع ، وهم من هم فرغوا قلوبهم من
الأغيارفملأها الله حكماً وأنواراً .
أركان التصوف :-
أ- الجوع : بمعنى قلة الاكل تدريجياً ليتفرغ القلب الى الخيرات
ويتنور .
ب- الصمت باللسان والجنان بمعنى قلة الكلام وقلة التفكير فيما لايعنى
حتى يتحفظ الصوفى عن الحرام
وعما فى المباح من آفات .
ت- السهر : يعنى قلة النوم لكى يتيقظ القلب من الغفلة أملاً فى
الرقى فى
الدين مستعيناً بسهر العين لتعمير الوقت بالمجاهدة .
ث- الاعتزال : وهو الانقطاع ما أمكن من الخلق الى الحق لتجتمع همة
الصوفى على مقصوده وفيــــــها
ينفرد بمحـــــبوبه ليترقى فى درجات القرب من الله عز وجل .
سند الصوفية فى السير الى الله
للصوفية سند
متصل الى سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وهو طريق معنعن يبدأ من كلمة العهد والتلقين منه صلى الله عليه وسلم من
السلف الى الخلف
لينتظم هذا العقد بالسند الثابت عنه صلى الله عليه وسلم ويتصل به الى
يوم القيامة وحتى يتصل الحاضر
بالماضى الصلة الروحية المطلوبة بلا انفكاك ولا انفصام .
وخلاصة ذلك السند أن الله لا
يراك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك.
وكما كانت الاحاديث النبوية
المطهرة نقبلها بسندها الصحيح الى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
، سند متصل غير منفصل .. وحيث قراءة القرآن وأحكام تطبيق فنون التجويد فيه جاءتنا بالسند
منه صلى الله عليه وسلم من فم الى اذن ومن اذن الى فم الى أن وصلتنا بالتلقين
والمشافهة ، فلذلك لا يقوم التصوف الا مسنوداً برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو
القدوة الوثقى التى لا انفصام لها والله سميع عليم .
ونختم أن التصوف هو كتاب وسنة
.. تأسياً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأخذًا من مشكاة نور النبوة لا يحيد
عنها الا هالك ، ومن سار على الدرب وصل . اللهم أوصلنا بالسند اليك ولا تقطعنا
بالاغيارعنك