سلوك المتصوفة بينالشريعة والطريقة والحقيقة { اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله
عدد كمال الله وكما يليق بكماله}
ينقسم الدين عند الله إلى ثلاثة
أقسام إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم جاءكم جبريل يعلمكم دينكم :-
.1 الإسلام : وهو الجانب العملي من عبادات ومعاملات وأمور
تعبدية ومحله الأعضاء الظاهرة الجسمانية وهو ما يسمى بالشريعة ومحله
عند العلماء الفقه .
.2 الإيمان : وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
ما فضلكم أبوبكر
الصديق بكثير صلاة ولكن بشىء وقر في القلب وصدقه العمل أو كما قال : ويعني به جانب الاعتقاد القلبي من إيمان
بالله ،وملائكته ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقضاء بالقدر خيره وشره . وهو علم التوحيد .
. 3 الإحسان : وهو الجانب
الروحي القلبي وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
. 4 أما الطريقة : وسلوك
الطريقة هو مجاهدة النفس وترقيتها من نقائص الصفات إلى درجات الكمال . فالشريعة هي
الأساس والطريقة هي الوسيلة والحقيقة هي الثمرة ولايتم ذلك إلا بصحبة المرشدين .
فالشريعة هي بنت الحقيقة إذ
إنها نتجت من تطبيقها . فأعمال الشريعة هي بمثابة الجسد والحقيقة هي روح ذلك الجسد فكيف
تتخيل جسداً بلا روح.
فعلماء الظاهر حفظوا حدود
الشريعة ، وأبيح لهم أن يجتهدوا في الأمور الشرعية التي لم يرد فيها نص للحكم فيها
بالتحليل والتحريم لكن علم التصوف اختص بآداب وروح الشريعة واجتهد أيضاً فاستنبط من
الشريعة ومن روحها وآدابها مناهج لتربية المريدين وتهذيب السالكين . فجمع
أبكار الصوفية الأوائل بين الشريعة والطريقة . والحقيقة فكانوا متشرعين
متحققين بما يهدي الناس الى الصراط المستقيم .
فالصالحون المتحققون وصلوا إلى
المكاشفات والمعارف بتمسكهم بالكتاب والسنة واقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم والتآسي
به ظاهراً وباطناً فقاموا وصاموا وزهدوا في الفانية وقالوا إن الدنيا جيفة
طلابها كلابها .
أقوال الصوفية :-
قال الإمام
رحمه الله ( أصولنا سبعة أشياء
: التمسك بكتاب الله والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأكل الحلال ، وكف الأذى ، واجتناب الآثام ، والتوبة وآداء الحقوق .
قال الشيخ عبد الوهاب الشعرانى
رحمه الله
إن حقيقة طريق القوم علم وعمل سداها ولحمتها حقيقة وشريعة لا أحدهما
فقط ) .
وقال أبو يزيد البسطامي رحمه
الله : ( الصوفي هو الذي يأخذ كتاب الله بيمينه وسنة رسوله بشماله ، وينظر بإحدى
عينيه إلى الجنة وبالأخرى إلى النار ويأتزر بالدنيا ، ويرتدي بالآخرة ويلبي من بينهما
للمولى لبيك لبيك) .
وكان هنالك رجل عابد شهر نفسه
بالولاية وكان رجلاً مشهوراً بالزهد
من عند الناس ، ورآه أحد
المتصوفة يبصق تجاه القبلة ، فانصرف عنه ذلك الصوفي ولم يسلم عليه وقال إن ذلك غير
مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأموناً
على مايدعيه .
ولو أن رجلاً طار في الهواء أو
مشى في الماء فلا نغتر به لكن ننظر إليه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة .
وأن إمام الطائفة الشيخ الجنيد
رضي الله عنه قد قال : الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه
وسلم ، واتبع سنته ولزم طريقته ، فإن طرق الخيرات مفتوحة عليه .